قبل أن تمرّ الـ 48 ساعة على الموعد الذي ضربه خبراء الشأن السياسي في تشكيل الحكومات جاءت "التسريبة المفاجِئة" بإنجاز تشكيلة حكومية من 24 وزيراً مُقسّمة على ثلاث 8 منها لرئيس الجمهورية وضمنها حصة حزب الطاشناق، والـ16 الباقية موزّعة على الأطراف الاخرى.

والأهمّ أنّ العقدة التي حالت دون تشكيل حكومة لأسابيع جرى حلّها بسحر ساحر، أيْ حُلت عقدة حقيبة "الاقتصاد" بعد التوافق على ان تكون من حصة الرئيس نجيب ميقاتي، ولم يكن السحر هذه المرة محلياً من اختصاص رجل الوساطة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، بل جرى الاستعانة بـ "سحرة" خارج الحدود، أرسلت إشارات إلى أقطاب عملية التشكيل فكان الرد سريعاً بالايجاب.

وطبعاً حمل اللواء ابراهيم الاشارات إلى قصر بعبدا بأمانة ومنها إلى "البلاتينوم - منزل ميقاتي"، فكان التجاوب على مستوى المنطقتين، ولكي يتحول "القمح طحيناً" على الرئيس المكلف ان يحمل التشكيلة خلال 48 ساعة إلى الرئيس عون لتُعلن من قصر بعبدا ولادة الحكومة، على إعتبار يوم غد هو يوم حزن على رحيل رئيس المجلس الشيعي الأعلى وبالتالي لن يكون هناك لقاء قبل يوم الاربعاء.

وبإنتظار الإعلان عن التشكيلة لا يُمكن ضمان بقاء الأمور على ما هي عليه من تفاؤل خصوصاً أنّ الشياطين ستحاول الدخول في تفاصيل لن يمنعها عناه الا السحرة خارج الحدود اذا كانت لديهم الرغبة الفعلية في انجاز الحكومة.